كلمة رئيس مجلس التعليم

لقد كانت فكرة الرواد الأوائل مدارس تعمل على تأصيل القيم الإسلامية في نفوس متعلميها، وترتكز في عملها على نوع جديد من التعليم، التعليم الخيري الذي لا يهدف أساسًا للكسب المالي، وإنما يسعى لخدمــة تعليمية تتوافر فيها عناصر الجودة، وتؤسس للمستقبل. وهو ما حرصت مدارسنا على تحقيقه طوال تاريخها

مسيرة طويلة امتدت لأكثر من خمسين عامًا من الجد والعمل في ركب العطاء التعليمي، من أجل رفعة وتقدم الكويت.
شاركتنا فيها وزارة التربية برجالها المخلصين، ومؤسسات دولة الكويت بكفاءات أبنائها في ظل رعاية صاحب السمو أمير البلاد بما يوليه من رعاية واهتمام بالتعليم. فما كان لصرحنا أن يعلو وترتفع قامته إلا بتضافر الجهود وإخلاص النوايا.

مازال يقيننا راسخًا بأن ثروة أية أمة، وكنز أي وطن يكمن في أبنائه المسلحين بالعلم والأخلاق، وقيم ديننا الحنيف، ومن ثم فإنّ خير استثمار لأية دولة في إكساب أبنائها هذه الركائز التي حثنا عليها الله سبحانه وتعالى، وجعلها سببًا في تكريم الإنسان، وسببًا للنهوض بحياته في هذا العالم القائم على التنافس العلمي، والثورة المعرفية والتكنولوجية الهائلة في كل نواحي الحياة.

وانطلاقًا من هذا اليقين كان عملنا في مدارس النجاة إدارات ومعلمين وموظفين أن نبني مستقبل أبنائنا المتعلمين، ونوفر لهم كل دعائم هذا المستقبل.

آلاف المعلمين أسهموا بثمرات عقولهم وتضحيات أوقاتهم من أجل هذا البناء، وآلاف المتعلمين عبرت مسيرتهم بمدارسنا فارتووا بسقيا العلم فيها، ونهلوا من معين القيم بها، ثم انتشروا في بقاع الأرض رسلًا ومبعوثين للعملية التعليمية في دولة الكويت، فهم خير سفراء لغرس الكويت ورجالها.

هذا عملنا ينطق بين يدينا بدلائل تراها العيون ثمرة ناضجة في نتائج متعلمينا بين أوائل الثانوية العامة في كل عام، أو تصدرنا للمسابقات المتنوعة في كل مجال. إننا نحلم كما حلم الرواد بمدارسنا رائدة في كل صوب، يزيد عددها ويكثر متعلموها، مدارس تتفوق في سباق التقدم والتكنولوجيا، وتؤهل أبناءها لبناء غد مشرق لأمتنا. وإن كان هذا حلمنا، فإننا نسعى لتحقيقه بكل ما أوتينا من قوة، نعمل في ذلك على تطوير مباني مدارسنا، وتوظيف أفضل العناصر في كل مجالات العملية التعليمية، وتدريبهم على أحدث النظم وتكنولوجيا التعليم، وتقديم خدمات متميزة ومبدعة لمتعلمينا نكتشف من خلالها مواهبهم ونستثمرها.